شرق البحر الأبيض المتوسّط، قطعةُ أرضٍ صغيرة مميّزةٌ بجبالها وسهولها، بقيت على مرّ العصور تستقطب امبراطوريّات وتحتضن أقلّيات.
صدرت الطبعة الأولى لكتاب «تاريخ لبنان المصوّر» في العام 1987، وشملت الفترة الممتدّة من العصر الحجريّ حتّى اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975. أمّا هذه الطبعة الجديدة المحدّثة فتُتابع سرد القصّة وصولًا إلى العام 2008 معتمدةً أسلوب التسلسل الزمنيّ، وتسلّط الضوء على أحداث محوريّة وتواريخ بارزة توثّقها في رسومٍ غنيّةٍ بالتفاصيل والألوان والفُكاهة.

يتمتّع الكتاب بكلّ ما لكتب الأطفال من مزايا كسهولة المحتوى، وجاذبيّة الأدب وسحره، وفي الوقت عينه يبرهن على عمقٍ في المعرفة، وحرصٍ على الموضوعيّة، ودقّةٍ في تسجيل الأحداث والتعليق عليها، وهي شروطٌ لا غنًى عنها لتأليف الكتب المخصّصة للبالغين.

لا شكّ بأنّ كلّ حقيقةٍ جديرة بأن تُروى، ولكنّ ذلك يتوقّف على الطريقة والروحيّة اللَّتين تُروى الحقائق بهما. وفي هذا الكتاب لا مكان للتحيّز أو الرغبة في إثارة الجدل، بل هو مجهودٌ متواصِلٌ للتسامي فوق التناقضات، لتتعمّق معرفتنا بذواتنا ومعرفة الآخرين بنا وتقديرهم لنا.